غزة 26 فبراير 2009 (شينخوا)
تحدى الشاب أحمد الهرش وهو من سكان بلدة جباليا
للاجئين شمال قطاع غزة الدمار الذي خلفته العملية العسكرية
التي شنتها إسرائيل على القطاع مؤخراً والتي طالت
المنزل الذي كان من المقرر أن يتزوج ويقطن به.
ووضع الهرش تجهيزات ومستلزمات حفل زفافه
سيما غرفة النوم الجديدة داخل خيمة الإيواء
التي حصل عليها شأنه في ذلك شأن ألاف المشردين الفلسطينيين
ممن هدمت منازلهم في العملية الإسرائيلية الأخيرة
على غزة لتصبح الخيمة هي "عش الزوجية".
وكثف الهرش تجهيزات إعداد الخيمة لإتمام حفل زفافه
إلى عروسه إيمان عبد العال حيث قرر الزواج داخل الخيمة
في مخيم المشردين الذي يحمل اسم "الريان" دون انتظار إعادة الإعمار الذي قد يطول.
وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت منزل الهرش ومنزل عائلته
المكون من ثلاثة طوابق خلال قصفها المنزل المجاور
للقيادي في حركة "حماس" نزار ريان في الأول من يناير الماضي.
وشنت إسرائيل هجوماً مدمرا على قطاع غزة
في الفترة من 27 ديسمبر حتى 18 يناير الماضي
مخلفة أكثر من 7 ألاف قتيل وجريح فلسطيني.
وخلال الهجوم دمرت إسرائيل مئات المنازل السكنية بشكل كامل
وبات أصحابها مشردين في معسكرات خيام تكتظ بها مناطق قطاع غزة
الحدودية بإنتظار وعود إعادة اعمار ما تم تدميره.
وقال الهرش في تصريحات لوكالة انباء (شينخوا)
أن اصراره على الزواج داخل خيمة الإيواء
هم تحد للإحتلال مشيراالى انه
ظل طوال عامين يجهز شقته استعداداً ليوم زفافه على خطيبته هذا الأسبوع.
وأعرب الهرش عن التشاؤم من إمكانية إعادة إعمار
منزله قريبا "فالحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر مستمر
وجهود التهدئة التي قد تضمن ذلك متعثرة "، مضيفا "لذلك قررت
عدم الإنتظار طويلاً فالخيمة ستكون رسالة تحد في وجه الدمار".
وكانت جهود مصرية لإبرام تهدئة بين إسرائيل وحماس التي
تسيطر على قطاع غزة بما يضمن رفع الحصار وفتح معابر القطاع
قد تعثرت لإصرار إسرائيل على ربط الإتفاق بالإفراج
عن جنديها الأسير جلعاد شاليت ،وهو ما يترك إحباطا
حادا لدى الفلسطينيين المشردين بلا مأوى.
ويرى الهرش أن مناسبة حفل زفافه وإن كان في خيمة قد تكون فرصة نادرة
لإخراج أهله وسكان مخيم الإيواء الذي بات يقطنه بعد تدمير منزله من أحزانهم.
ويقول "الناس هنا في كرب شديد لكنهم شجعوني على الزفاف
بينهم فنحن نريد استمرار الحياة وتحدي ظروفنا القاسية"،وتابع "سأفرح
وأتزوج وإن شاء الله سأنجب الأطفال داخل نفس الخيمة ما المانع
من ذلك"،مشيرا إلى أنه لم يلق صعوبة كبيرة في
إقناع خطيبته وأهلها في الزواج داخل الخيمة.
ويقول العريس الشاب بينما كان يدخل تجهيزات متواضعة داخل الخيمة
التي لا تزيد مساحتها عن خمسة أمتار "لا نجد في الواقع
أي عيب في هذا الزفاف هنا سوى أنه رسالة صمود".
ونقل الهرش عن عروسه قولها "إن كل إنسان يحب
أن يتزوج داخل منزل جميل، لكن نحن في غزة لنا أوضاعنا الخاصة
وتدمير بيوتنا لا يعني أن حياتنا قد انتهت، سنعيش داخل خيمة
إلى أن يشاء الله وسنضيء وسط الظلام شمعة علها تنير حياتنا".
وكانت منظمات حقوقية دولية قد حذرت من تفاقم أوضاع الفلسطينيين
الذين فقدوا منازلهم في الهجوم الإسرائيلي وطالبوا
بسرعة التحرك الدولي لإعادة اعمار القطاع.
ومن المقرر أن ينطلق مؤتمر الدول المانحة لإعادة اعمار قطاع غزة
في منتجع شرم الشيخ المصري في الثاني من مارس
المقبل بحضور أكثر من 70 دولة عربية وغربية.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن السلطة الفلسطينية
ستطلب مليارين و800 مليون دولار لإعادة إعمار غزة خلال
المؤتمر المقرر عقده الإثنين المقبل، وهو خطوة أولى في
عملية طويلة قبل البدء في إنشاء أي مبان أو طرق
بالقطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من عامين.
ويرجح نشوب خلاف سياسي بخصوص الجهة التي ستقوم بتوزيع
الأموال وإعادة الاعمار،حيث تريد السلطة الفلسطينية التي يترأسها
الرئيس محمود عباس ويسعى لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل أن تستعيد
دورها المحوري في جهود إعادة الإعمار في غزة وتتنافس
مع حركة حماس المسيطرة فعليا علي القطاع
والتي يدعو ميثاقها الأساسي إلى تدمير اسرائيل .
ومن المقرر أن تشارك السلطة الفلسطينية في المؤتمر بوفد
رفيع المستوى فيما لن تحضر حركة حماس المؤتمر ولن تشارك
فيه لكن مسؤولين في الحركة قالوا إن أي عملية إعمار في غزة
يجب أن تمر من خلال الحركة، وهو أمر قد يعرقل أو يؤخر عملية الإعمار
في غزة بسبب رفض الدول المانحة وإسرائيل والولايات المتحدة التعامل مع حركة حماس.
وتؤكد إسرائيل أنها ستحتفظ بحق الإعتراض عند المعابر
الحدودية مع القطاع بشأن ما يمكن وما لا يمكن استيراده.
ومن بين السلع والمواد التي تعترض إسرائيل على دخولها الكثير
من المواد التي تستخدم في مواد البناء والتي تخضع لقيود إسرائيلية
خصوصا الأسمنت وقضبان الحديد والألومنيوم والأخشاب
بدعوى منع حماس من إعادة تسليح نفسها.