تقزيم الذات ..((مقال رائع)).

تحت عنوان ( تقزيم الذات)
كتب (فهد مصطفى سحلي) في زاوية (مرافعات)..


في جريدة المدينة الخميس 17 صفر عام 1419 هـ

يخلط الكثير من الناس بين التواضع النابع من احترام الذات و هو صفة إنسانية راقية و جميلة و بين تقزيم الذات بهدف اهانتها من خلال ممارسة أساليب التزلف و النفاق الذي يصل لحد الاستجداء .
فالتواضع و كما افهمه يكون لمن يتساوون معنا بالمستوى الاجتماعي و الأخلاقي أو من لهم حق علينا كالأهل و الأقارب و الأصدقاء و أصحاب الحاجة .
أما عن المتكبرين و المتجبرين و المتسلطين الذين يرون أنفسهم بمنزلة فوق منزلة البشر فلا يمكن أن يكون احترامهم تواضعاً بل هو تحقير و تقزيم للذات , لأن هذه الفئة و مهما حاول المرء أن يفعل لإرضائهم فإنهم يعتبرون ذلك حقاً مكتسباً يجب أن يكون لهمُ بالتالي فإن التواضع أو التودد هو تشجيع لهم لمواصلة غرورهم و رغبتهم في إذلال الناس و التمادي بالوقوع بالأخطاء و التجاوزات .
و في هذا العصر الذي طغت لغة المصالح و المادة على لغة المبادئ و الأخلاق
و القيم , فقد أصبح المألوف أن يراق ماء الوجه في سبيل الوصول للغايات
و المصالح الدنيوية الزائلة , و قد صدق الشاعر عندما قال:
إذا قــل مــاء الـوجــه قـل حـيـاؤه

و لا خـيـر فـي وجـهٍ إذا قـل مــاءه