يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الأنعام: 102].
وقال تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ )[الزمر : 62].
كل يوم يزيد إيماننا بالله سبحانه وتعالى من كثرة الآيات الجلية التي نراها في الآفاق والأنفس، ومن الأدلة اليقينية على وجد الله سبحانه قانون الطاقة المتاحة أو ما يعرف بـ (القانون الثاني للحرارة الديناميكية) Second law of thermodynamics الذي سوف نتناوله اليوم بشيء من التفصيل.
ينص هذا القانونعلى أن الحرارة تنتقل دائماً من (وجود حراري) إلى (عدم حراري)، والعكس غير ممكن وهو أن تنتقل هذه الحرارة من (وجود حراري قليل) أو (وجود حراري عدم) إلى (وجود حراري أكثر )، فإن ضابط التغير هو التناسب بين (الطاقة المتاحة) و (الطاقة غير المتاحة) أي طاقة الكون تتبدل باستمراروبناء على هذا الكشف العلمي الهام فإن (عدم كفاءة عمل الكون) يزداد يوما بعد يوم، ولابد من وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات، وحينذاك لا تبقى أية طاقة مفيدة (للحياة والعمل)، وسيترتب على ذلك أن تنتهي العمليات الكيماوية والطبيعي، وتنتهي-تلقائيا-مع هذه النتيجة (الحياة).
وبما أنالعمليات الكيماوية والطبيعية جارية وأن الحياة قائمة، فإن هذا يثبت قطعاً أن الكون ليس بأزلي، إذ لو كان الكون أزليا لكان من اللازم أن يفقد طاقته منذ زمن بعيد بناء على هذا القانون، ولما بقى في الكون بصيص من الحياة فمثلا الشمس تفقد حوالي 54مليون طن من كتلتها كل ثانية لتتحول إلى طاقة فلو كان الكون أزلي لأحترقت الشمس بالكامل منذ زمن طويل كما ينص القانون الثاني للحرارة الديناميكية إلى أن جزيئات المادة تتجه نحو الفوضى والانحلال مع مرور الوقت، ولكن النظام البديع في هذا الكون يدل على انه هناك من يصون هذا النظام ويحافظ عليه وهذا دليل واضح على وجود خالق لهذا الكون.
يقولعالم الحيوان الأمريكي الأستاذ (إدوارد لوثر كسيل) :
(وهكذا أثبتت البحوث العلمية -دون قصد-أن لهذا الكون (بداية) فأثبتت تلقائيا وجود الإله، لأن كل شيء ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته، ولابد أن يحتاج إلى المحرك الأول-الخالق الإله)(1).
وقد قال نفس الكلام السير جيمس: (تؤمن العلوم الحديثة بأن عملية تغيير الحرارة) Entropy سوف تستمر حتى تنتهي طاقتها كلية، ولم تصل هذه العملية حتى الآن إلى آخر درجاتها، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا موجودين على ظهر الأرض حتى نفكر فيها. إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن ومن ثم لابد لها من بداية ولابد أنه قد حدثت عملية في الكون، يمكن أن نسميها (خلقا في وقت ما) حيث لا يمكن أن يكون هذا الكون أزليا)(2).
ويقول العالم الفيزيائي ( Frederick Bermham) مؤلف كتاب تاريخ العلم ( Science historian) : ( في الوقت الحالي الأوساط العلمية تعتبر فكرة خلق الله للكون فكرة محترمة أكثر من أي وقت مضى منذ مئات السنين).(3)
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد : 19]. صدق الله العظيم
ينص قانون الطاقة المتاحة إلى أن جزيئات المادة تتجه نحو الفوضى مع مرور الوقت، والنظام الفريد في الكون دليل واضح على وجود من يحفظ هذا النظام ويديره ألا وهو الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى في كتابه العزيز: (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )[يس : 40]
تحرق الشمس من مادتها حوالي 54 طن في كل ثانية لتتحول هذه المادة إلى طاقة فلو كان هذا الكون أزلي لاحترقت الشمس منذ زمن بعيد
بقلم فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
منقول