التوازن الساكن

إن أنواع التوازن الساكن في الفيزياء تماماً كأنواع شخصيات البشر ... فأولى أنواع التوازن هو التوازن المستقر , و التي تقابله الشخصية المستقرة ... أما ثاني أنواع التوازن فهو التوازن القلق .. و تقابله الشخصية القلقة ... و أخيراً التوازن المتعادل و هي الشخصية المتعادلة ...

لنأخذها واحداً واحداً و نفصّلها ....

أولاً : التوازن المستقر و تعريفها فيزيائياً ... هي تلك الأجسام التي إذا ما دُفعت لإبعادها عن حالتها المتوازنة فإنها ترجع ثانيةً .. كصفحات الكتاب الموضوع على الطاولة , فإذا رفع أحد أطرافه و تُرك عاد إلى حالته الأولى ...

يُقابل هذا النوع في الشخصيات شخصية الإنسان المستقر ... ذاك الذي إذا دُفع إلى حُفر الشقاء .. و أروقة الظلام ... عاد إلى طبيعته قبل أن يصلها ...

أما النوع الثاني فهو التوازن القلق ... و عرّفه الفيزيائيون بأنه ذاك الجسم الذي إذا ما دفعته لإبعاده عن حالة توازنه فإنه لا يعود إليها أبداً ، كالكرسي المُعتمد على رجلين فقط ...

يُقابله شخصية الإنسان القلق ... الذي تداهمه الأفكار السوداء ، و الأشباح البيضاء ... في الليالي الداجية من كل حدبٍ و صوب ... فإن دُفع إلى حُفر الشقاء ... و أروقة الظلام ... تاه فيها ... و عليه السلام ... و لن يعود مهما أنتظره الأنام ....

أما النوع الثالث و الأخير فهو التوازن المتعادل .... و في قاموس الفيزيائيين عُرّف بأنها هي تلك الأجسام التي إذا ما دُفعت لإبعادها عن حالة توازنها انتقلت إلى حالةٍ من التوازن الجديدة .. كالأسطوانة الممددة على طاولة ...
يقابله شخصية الإنسان المتعادل .. الذي إذا ما دُفع إلى حُفر الشقاء .. و أروقة الظلام .. وقف في منتصف الطريق .. و أحتار بين الضياع و بين الإياب إلى الحق .. و راحت قوى الخير و الشر تتصارع في عقله المزدحم بالأسئلة .. فلا هوَ إلى الخير ، و لا هو إلا الشر ، بل عَدَلَ عنهما إلى ردهةٍ شبه مضيئة في ركن الطريق ...

فأسأل نفسك قارئي العزيز .. من أنتَ فيهم ؟؟؟ ... الكتاب !!!... أم الكرسي !!... أم ... الأسطوانة !!!....



بقلم
بسمة الأمل