روزانا وسام المشرفه المميزة
عدد الرسائل : 1495 العمر : 55 Localisation : لبنان تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: الخوف من الحريه 10/8/2009, 12:21 am | |
| الخوف من الحرية هل يتصور أحد أن هناك من يخشى الحرية ويُغلق دونها باب قلبه! ؟ للأسف كثر هم من يخافون الحرية ويحذرونها وذلك لأنها تضعهم وجها لوجه أمام اتخاذ القرار وتحديد المصير . كثر ـ ويا للعجب ـ يرهبون النجاح والتفرد ، ويركنون إلى حائط الدعة والخمول طلبا لهدوء نسبي . فللنجاح متطلبات ودوافع وتكاليف ، وللحرية ضريبة . وليس كل البشر قادرين على تحمل تلك الضرائب والتكاليف . هناك من يرهب النجاح خوفاً من أن يرفع هذا النجاح طلباته وتوقعاته من نفسه وكذلك طلبات وتوقعات المحيطين به منه. وهناك من يخشى الحرية لأنها تزيد من إحساسه بالمسؤولية ، وتُحمله تبعات قراره . وليس هناك أدل على ذلك من ذهاب كثير من العبيد الذين حررهم ( إبراهام لينكولن) ـ محرر العبيد في أميركا ـ إلى سادتهم طالبين الرق ، رافضين حياة الحرية !! . وذلك لأنهم قد تعودوا على الحياة بدون فاعلية ، بل هناك من لم يتخذ طوال حياته قرارا واحداً ، حتى وإن كان بسيطاً هيناً . والحرية كما يُطلق عليها الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو هي ( مرادف للمسئولية )، ولذلك يفزع منها معظم الناس. نعم ..إنها المسؤولية ما يخشاه كثير من الناس ، فإن من يتحملون تبعات قرارهم في شجاعة ، ويقفون بشموخ أمام تيارات الحياة المختلفة بحلوها ومرها هم فقط الأحرار. فلا يتملكك العجب إذن حينما ترى صديقك لا تحركه حماسة شديدة رغم ما يملك من موهبة أو قوة ما ، فإنه يرهب الحرية والنجاح . ولا تعجب كذلك حينما ترى إنسان متواضع في قدراته ، لكن باله لا يهدأ أو يستقر أمام جموح طموحه الشديد ، فإنه حرٌ من صُلب أحرار . ما أريد قوله أن بيننا مبدعين وعباقرة ، لكن قلوبهم راضية بقيود الرق والاستعباد ، لذا لا يسمع بهم أحد ، ويموتون في صمت . وعلى الجانب الآخر هناك بسطاء أحرار ، يسمع بهم العالم ، ويسطرون بجرأتهم وإقدامهم أسمائهم في سجل التاريخ . فكن حراً ، مقداماً ، مبادراً . أخبر قلبك أنه حرٌ ، لا يعرف الضيم أو الاستعباد . ولا تخشى من اقتحام الصعب ، أو منازلة المستحيل ، فلا مستحيل أمام الأحرار . قال محمد الغزالي: " معروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة تدوخ أصحابها وأن القلوب الحية تكلف الأجساد ما لا تطيق . " | |
|