ضرورة الحفاظ على التراث المعما ري الشرقي

تعد البنايات التراثية التقليدية في بيوت ومساجد وأسواق من أهم معالم التراث والتاريخ لأي بلد وهذه البنايات تتعدى كونها أحجاراً لتكون كتاباً ومتحفا في الهواء الطلق ينطق بتاريخ البلد وعادات أهله وشعبه على مر الأزمنة وتتولى المنظمات المحلية المعنية بالتراث وكذلك منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة مسؤولية الحفاظ على المباني التراثية في كل بلد .
في الكثير من الدول يمنع هدم البيوت القديمة ويجبر أصحابها على إعادة بناءها من الداخل مع الإحتفاظ بالواجهة الخارجية كما هي ويسمح فقط بترميمها وتقويتها حفاظا على التراث المعماري ومنعا لهدم هذه الاماكن التراثية لبناء بنايات جديدة محلها.
إن بيوت الشرق القديمة في كل انحاء البلاد والتي رمم العديد منها والبعض الاخر للاسف يعاني من الخراب والاهمال شاهد ناطق على حياة الإنسان الشرقي قديماً وكيفية تعايشه مع الظروف الجوية القاسية وكيف إستطاع التغلب على عوامل الطبيعة وخصوصاً حرارة الجو من خلال طرق ذكية وأساليب معمارية مميزة والاستفادة الامثل من المواد الطبيعية المتاحة للبناء بطريقة جديرة بالإحترام كما أن طريقة بناء البيوت ومداخلها تروي لكل من يراها عادات وتقاليد هذا الشعب الأصيل.
أما الأسواق التراثية الشعبية فهي تعد من أهم عوامل الجذب السياحي في منطقة الشرق الاوسط حيث يجذب سحر الأسواق السائحين من كل دول العالم للتعرف على أسواق الشرق وبازاراتها وعطورها وأقمشتها وكل شيء فيها ويكفي ان يرى الزائر تهافت السواح الاجانب على الاسواق القديمة في دمشق واسطنبول والقاهرة وحجم مشترياتهم من المنتجات اليدوية او مايعرف بالانتيكات حتى يدرك القيمة الكبيرة لمثل هذه الاسواق في البحرين وحجم الفائدة المادية والمعونوية التي يمكن ان تعود على البحرين في حال الاهتمام بها وتطويرها بالشكل اللذي يحافظ على اصالتها المعمارية التراثية كما ان المهندسين المعماريين البحريين مدعوين لدراسة هذه المنازل وايجاد افضل الطرق لترميمها والاستفادة منها كمتاحف او مراكز ثقافية او حتى كمراكز ترفيهية ومطاعم الى أقصى حد.
ولابد هنا من تعاون القطاع الخاص مع الدولة للمساهمة في حفظ وإحياء التراث العمراني العربي الأصيل كي يحفظ للأجيال القادمة ويروي قصة أجدادهم الذين عاشوا وبنوا هذا البلد الصغير حجماً والكبير شعباً وقيادة ولكي لايكون ثمن التطور العمراني اندثار المعالم التاريخية والتراثية العربية التي لن يمكن اعادة احيائها ان هي اندثرت تماما تحت وطئة الحركة العمرانية السريعة والابراج الشاهقة .