العزة شعور يتملك المرء ويشعر معه بأنه انسان في الحياة لا يمتاز عنه أحد في الوجود في انسانيته ، قد يمتاز الناس عنه في المال أو في الجاه أو المنصب ولكن لا يمتاز عليه أحد في أنه انسان ، فالرئيس والمرؤوس سيان في احترامهما أنفسهما وشعورهما بحقوقهما وواجباتهما .
ويغضبني أن أرى العربي لا يشعر بالعزة كشعوره بالواجب وأكثر ما يؤلم في ذلك مظهران :
١﴾ إذلاله أمام الأجنبي الأوربي وشعوره في أعماق نفسه كأنه خلق من طينة غير طينته وكأن الطبيعة جعلت أحدهما سيدا والآخر عبدا ، ونرى هذا الشعور في المؤسسات الإدارية العامة وفي المتاجر وفي المناسبات الاجتماعية وفي الشوارع وفي كل معاملة وفي كل خطوة ، فطلبهم لا بد أن يجاب ، وهؤلاء الأجانب ماهم إلا ضيوفنا لا سادتنا .
۲﴾ فهم الرئيس لمعنى الرئاسة ، فهو يفهمها على أنها غطرسة من جانبه وذلة من جانب المرؤوس، فرئيس المصلحة ليس لأحد رأي بجانب رأيه فالكل عليهم أن يسمعوا في ذلة والعزة له وحده ثم يتكرر تمثيل هذا الدور من أعلى رئيس إلى أدنى مرؤوس وهكذا دواليك .
فليس من حقك أن تحقر الذي يحمل أكياس القاذورات من أمام بيتك ، والتي تقوم بتنظيف مكتبك ......الخ فأنت مطالب بالأدب معهم ، وليس لأي مرؤوس أن يخرج عن الأوضاع الأدبية في مخاطبة مرؤوسه .
فإذا فرغ هؤلاء جميعا من أعمالهم فكلهم سواء في الحياة الاجتماعية وكلهم سواء في الحقوق لا ذلة لأحد أمام أحد ولا اعتزاز من أحد على أحد .
‹‹ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ››