يافا
يا حُلميَ الورديّ هل بدّلتَ ألوان الرؤى؟
طال الغيابُ حبيبتي
و الله قد طال الغياب
و العشق أذكى في الفؤاد جحيم شوق ٍ للمساءات الجميلة
ماذا دهاك حبيبتي؟؟
أين ابتسامتك التي رُسمتْ على ثغر ٍ توضأ بالندى؟؟
مالي أراك حزينة ً مُصفرّة ً
تتجرّعين اليأس من كفّ الردى
أو تشربين غمائم الآهات سعيا ً للعتاب
عطفا ً على بتلات عيد ٍ فوق جسمك أورقت
و تفتّحت
و نمت بظلّ البرتقال
فأتى خريف العمر يشرع سيفه
و اجتثّها
من ثم ألقاها لتلعق تربها تحت الخيام
و رحلت ِ و انكدرت مياسين الدجى
و تكدّست قطع الظلام
فتنهّد النسيان يبغي أن يطوّق طيف جنّتنا البهية
أو بعض أيام ٍ خلت في حضنها
يا طيفها القزحيّ يا مرآة مهدي في الديار
أتراك تذبل و الربيع يدق أجراس الإياب؟؟
اصمد فعطرك لا يحلّ له الذبول
اخلد فقد جفّت حقول القمحِ
تنتظرُ الحصاد
يا غربتي أين الملاذ؟
و أناديْ يافا و الأنينُ يكاد يعتصر الفؤاد
يافا الحبيبة
هل تسمعين فُتاتنا,,أم ليس يبلغك الصدى
يا جنّة الليمون قد شابت دموعي
و نأت زهور البيلسان
عودي,,فقد أزف الرحيل عن الحياة
و الجرح ملّ من التربص و العذاب
عودي,,
فقد نسج الردى في القلبِ أثواب الفناء ....