مـــــــــــــــا أحلى سنين الغربة !!!!!!!!!!! عشت ما عشت من سنين عمري في غربة أتنقل من بلد إلى آخر ...
عاصرت حرب الخليج في الكويت مسقط رأسي ... وفيها قضيت
طفولتي وأنا أحلم بك يا وطني .. وكم تمنيت أن أراك وأعانق ترابك
،،،،،،،،،،،،،
كانت تنتابني غيرة عندما أسمع أصدقائي يتغزلون بأوطانهم التي
تحتضنهم وينعمون بخيراتها وكنت أتمنى مجرد أمنية أن ألقاك
يــــــــــــــــا وطني ،،،
كنت أحكي و أتحاكى بفلسطين الحبيبة ... كان مر الغربة صعب
الــمذاق ... وكــــــــــم تـــمــنــيـــت أن أتـــــذوق حـــلـــــــوك
يـــــــــــــــــا بلدي ،،،
،،،،،،،،،،،،،
ولكن شاءت الظروف الصعاب أن أتنقل من غربة إلى غربة
تركت بلدي الثاني ومسقط رأسي وأصدقاء طفولتي ذاهبة إلى
عراقنا الحبيب .. فيه أكملت دراستي الجامعية ... وكم أدماني
الألم وأنا أشاهد شبح الحرب يخيم هناك ... طائرات تقصف في كل
مكان ... في بغداد عاصمة الحضارات وملتقى الثقافات ... وموصل
الشمال ... وبابل العراقة والشموخ ...
خوف من مستقبل مجهول ... وماضي يملأه الحروب ... نعم كأنه
قدري أن أعاصر تلك الأحداث ... وأسمع كل هذه الآهات ... وارى
الموت والدمار ... وأناس تستغيث من هول المصائب والمحن
لكن ما باليد حيلة ... قررت الرحيل تاركة ورائي أناس لهم
في القلب ذكرى وعشق لبلد احتضنت شبابي وأحلى أيام حياتي ...
ولكن إلى أين الرحيل ؟؟؟
إلى هناك ... نعم هناك ... وطني الحبيب ... وحلم عمري ... لم انم
ليلة سفري ... سأعانق ترابك يا وطني واقعا لا حلم ... سأتنفس
هوائك ... وأجلس بين أشجارك ... سأصافح بحرك وأرضك
سأتحدث إلى أهل بلدي ... ما أجمله من حلم ؟؟!!
سوف أرتاح من هاجس الحرب الذي يسيطر على حياتي وأنام
آمنة في أحضان بلادي ...
وبعد سنين من الغربة ولدت وكبرت وترعرع شبابي فيها أصل إلى
غزة الحبيبة ،،،
كانت أجمل لحظات لقاء العشاق ... فقلبي الملتهب حبا سيرتاح
أخيرا ... ومر الغربة يتحول شهدا حلو المذاق ... كانت السعادة
حولي ترفرف نسائمها لتملئ سمائي عبيرا يفوح عطره رقراقا
يثلج الصدور ،،،
احساس يعجز القلم عن وصفه ، ويقف العقل صامتا ، وتسري في
الجسد قشعريرة ... فكيف لا وهو لقاء عاشق سهر الليالي وعد
أنجمها ، وكان لقاء معشوقته حلم يراوده منذ الصغر
،،،،،،،،،،،،،
ومن جديد يعود شبح الحرب يلوح إلي من بعيد ، الصهاينة الذين
اعتادوا أن ينغصوا حياتنا بالقصف تارة وبالاغتيالات تارة ، وكيف
لا ونحن وهم أعداء إلى يوم الدين وقتالهم حق مشروع ؟؟؟
ولكن مــــــــــا حدث في الثالث عشر من حزيران عام ألفان وستة
كان أصعب من أن يتقبله عقل فلسطيني مسلم ........
ماذا حدث ... ومن أجل ماذا ... أنسينا حلمنا... أم أصبحت القدس
آخر أهدافنا ... لماذا يقتل الفلسطيني أخاه ومن أجل ماذا ... لماذا
يرعب الشيوخ والنساء و الأطفال ... لماذا كل هذه الدماء التي سالت
على ترابك يا وطني ...
{ أن تهدم الكعبة حجرا حجر أهون عند الله من أن يقتل المسلم أخاه
المسلم }
أين كل هذا ... أم كانت شعارات وأقوال بلسان وليس للقلب فيها أي
مكان ،،،
الحلم أصبح كابوسا ... ونسائمك يا وطني محملة برائحة الموت في
كل مكان ... والقلوب عامرة بخوف لم يعرف له مثيل !!!!!!!!!!!!
نعم خوف من أخي أن يغدر بي بأية لحظة ، ومستقبل مجهول وحلم
أصبحت أوتاره مبتورة ،،،
من غربة إلى غربة ثم إلى وطن يحكمه أناس قلوبها مفعمة بأهواء
ومصالح دنيوية والقدس آآآآآآآآآآآآآآآآآآخر أهدافها ،،،
الآن أشد الرحال ... باحثة عن غربة أخرى فمرارة الغربة أشد
حلاوة من شهدك يا وطني ... ولكنك ستبقى في القلب والعقل فإني
سأرحل بجسدي تاركة روحي ترفرف فوق سمائك ،،،
فمـــــــــــــــا أحلى سنين الغربة !!!!!