لو تعرفين
لو تعرفين …
أني بدونكِ غير‘ موجودٍ معَ نفسي …
أني بدونكِ طيفٌ ينبشُ ذاتهُ في شخصي …
اشتاقُ منكِ فتنةً تاهت بين أمواجِ عطرك …
اشتاقُ منكِ بحراً مزقت جدرانهُ أبراجَ يأسي …
المسافة بيننا استحالت عمودَ نارٍ يسكن‘ رأسي …
يغتالُ فكري .. ويعذبُ بسمتي ..
ويهبُ صورتي شريطاً أسوداً … إلى أن يراكِ … تعودين …
لو تحسين …
وحدي أنا … روحٌ تنازعُ في الفراغ…
كأسٌ ممتلئةٌ … بالفراغ
من أشدُ حيرةً من إحدى أوراقِ الخريف …!!
من أشدُ ألماً من جسدٍ دفـنَ برمالِ الصيف …!!
من أسعد‘ من جـدرانٍ وهبتها تصاويركِ …ألوانَ الطيف …!!
من أهنأ من سريرٍ يحضنكِ بشغفٍ … حينَ تنامين …
لو تعرفين …
أن كلَ فاتناتِ الأرض … اجتمعنَ بكِ …
وأن كلَ أقـلامِ الشعراءِ … تستـقي حبركِ …
ما أرواحُ المحبينَ إلا براعمٌ متفتحةُ … بحديقةِ قلبكِ …
انظرُ لعينيكِ تارةً … فأسبحُ الخالق …
ثم انظرُ أخرى .. وأتسائل…
كيفَ تكونُ الجنةُ … أروعُ من هاتـين !!..
لو تعرفين …
أنكِ القيمةَ المجهولةَ بمعادلةِ سعادتي ..
أنكِ نظريةٌ استثنائيةٌ .. كبلت فلسفتي ..
أنتِ حلمٌ مسافرٌ للواقع .. من أجله .. عشقتُ وسادتي ..
أنتِ بطلةٌ لقصةِ أطفال .. هربت من ألوان تصاويرها ..
وبدأت تروي تفاصيلها .. لأطفالٍ .. فوق العشرين ..
لو تذكرين …
لحظةَ هروبِ ( حبيبي ) من دخونِ أنفاسك …
شككت‘ بنواياكِ وأفكاركِ وحواسك …
أحاطَ قلبـي غرفـه‘ الأربعةَ … بحراسك …
عرفت‘ أني من الأولياء …
فقد سمعتها من حوريةٍ صوتها … كالماء
أصل الحياةِ … ويغرق‘ من لا يجد‘ فيه السـفين ..
هل تذكرين …
يومَ أنجبتكِ أمكِ … قررت أمي الإنجاب …
يومَ كحلتكِ أمكِ … قرأت أمي علي حجاب …
يومَ فتحَ عليكِ بابكِ … أقفلت أمي عليَ … كل الأبواب
فأرسلتِ لي جناحين …
طرتُ بهما للسحاب … وغفوتُ عليه ليالٍ ثلاث
أيقظني صوتُ الرعد … فإذا بي قطراتٌ ثلاث
مع الآلاف من أمثالي نتساقط …على أقدارنا
وكان قدري عناقُ عينيكِ …
والثالثةُ … قطرةَ ندىً تاهت .. بين وردتين ..
تسأليني عن مشاعري ؟!!..
مشاعري نحوكِ .. يعرفها كل سكانِ العالم
لكنهم يجهلونَ ماهيتها …لأنها بلونِ الماء..
لأنها حولهم كالهواء
يستنشقوا منهُ حياتهم … دونَ أن يروه .. أو يلمسوه
مشاعرنا … لم يسبقنا لها اثنين …
هل تعرفين …قليلٌ من النساء إناث ..
صورٌ ملونةٌ باردةٌ .. كقطع الأثاث
ذواتُ أرواحٍ باهتةٍ.. لا يسترقون منَ الرجولةِ اهتماماً.. أو حتى اكتراث
تفجرت كلُ ينابيعِ الأنوثةِ بأرضكِ.. فما أسعدَ المحراث
الأنوثة .. طعامكِ وشرابك..حركاتكِ وسكناتك.. ثقافتكِ وأفكارك
ورثتكِ حواء‘ أنوثتها فتشربتها … ونسيتِ الآخرين …
أقف‘ .. على بقايا من بقايا لأطلال أسوارٍ … كانت تحوطُ قلبـي
لم يبقِ اعتدائكِ منها … سوى بابين …
أرفض .. أن يرافقَ غيركِ الصباحَ من نافذتي …
أرفض .. أن تنسجَ غيرَ حروفكِ … أحداثَ قصتي …
أرفض .. أن يسمعَ غيرَ صدركِ .. بـوحَ دمعتي …
أرفض .. كل شهاداتِ الميلاد .. كلَ المستندات ..
التي تهبنا … اسمين
…كم عاتبتني خواطري وأفكاري .. على قطفي ثمار الجنة
كم ذكرتني بأسوارِ أحزاني .. وصداقتي للهم والمحنة
لن أستطيع الخلاصَ من دمعٍ تفيضُ به عبرتي .. فتهدمُ عليه سجنه
فيثورُ سيولاً ..
محرقاً وجنات .. ومطفئاً ابتسامات .. جارحاً وجهَ الحياة
حتى يراكِ … فيعتذر … ويقبلُ اليدين …
سأبقى لكِ ..
كالغيمِ للأرضِ ..يضمها .. يحترقُ بشمسها ..
فيبكي عليها مطرَ الحياة ..سأبقى لكِ ..
كالدمعِ للعين ..يحميها ويدفئها ..
ويبكي بها قهرَ الحياة ..سأبقى ..
امخرُ بزوارقِ أقلامي .. عبابَ بحورِ الشعرِ .. علي أصلُ يوماً …
إلى شواطئٍ … بها حياة ..
أنتِ لي … كما الحياة ..
وأنا لكِ تماماً .. كما تعرفين ..
توشكُ كلماتي أن تغرق ..
وتوشكُ أفكاري أن تنام ..وقد آنفت ساعة الغسق ..
اختصرت دمعتي .. بقاياً من كلام ..
هنا … حيثُ تموتُ القصيدة .. وتدفن .. في زحمةِ الأحلام ..
أقولُ لكِ .. لقد وجدتكِ أخيراً .. فهل وجدتِ ما تفقدين ؟! ..
وتسدلُ أستارُ النهاية …
وتشيحُ دمعةٌ بوجهها …
ويموتُ بطلُ الرواية …
ويكفنُ .. بصفحاتِ عمرها …
تذوبُ لوحاتُ الوجود .. في نفحةٍ .. من أسرارِ عطرها ..
أحـبكِ .. تماماً .. كما يحـبها ..
وأبعثرُ على شعركِ نجومـاً …
وأتسامى .. لأصبحَ غيـوماً
تحتَ جنحِ الليل … تتحرى ضوءَ القمـر ..
تـحاصره .. تـعانقه .. تـقبله ..
تـستودعه كلَ أحلامـها …وأمانيها ..
والكثيرَ .. من دموعها ..
ثـمَ تـودعهُ …
وَ .. تـنطقُ بالشـهادتين ..