اقرئوا ثم اعملوا
دوام البقاء في الجنه في صفاء بلا كدر ولا لذات بلا انقطاع
وبلوغ كل مطلوب للنفس والزياده مما لا عين رات ولا اذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر من غير تغير ولا زوال
اذ يقال الف سنه ولا مائه الف الف بل لو ان الانسان
عد الالوف الوف السنين لا ينقضي عدده وكان له نهايه
فبقاء الاخره لا نفاذ له الا انه لا يحصل ذالك الا بنقد هذا
العمر وما مقدار عمر غايته مائه سنه منها خمسه عشره صبوه وجهل
وثلاثون بعد السبعين ان حصلت ضعف وعجز والتوسط نصفه نوم
وبعضه زمان اكل وشرب وكسب المنتحل منه العبادات يسير افلا يشترى
ذالك الدائم بهذا القليل
حكي ان رجلا حسب عمره فاذا هو ستون عاما ثم حسب ايامها فاذا هي احدى
وعشرون الف وثلاثه مائه يوم فصاح يا ويلاه اذا كان لي في كل يوم ذنب
فكيف القى الله بهذا العدد منها فخر مغشي عليه فحركوه فاذا هو قد مات
اعملو للدنيا بقدر بقائك فيها وللاخره بقدر بقائك فيها
جعلنا الله واياكم ممن كان في طاعه الله فبلغه برحمته جنات عدن